هذيان ما بعد منتصف الليل 2

هذه الليلة لم اجد شيئا يشد انتباهي ويملأ فراغي. فقررت السفر إلى أسبانيا لكن بعيدا عن اليكنتي ومشاكلها..

شاهدت عدة افلام وثائقية عن الحرب الاهلية في أسبانيا التي اندلعت سنة 1936 بعد صعود اليسار الإسباني الي الحكم بدعم من الجمهوريين. ومن المفيد ان نتذكر ان اول نظام جمهوري في أسبانيا تكون سنة 1871 بعد ان تخلى الملك انذاك عن الحكم طواعية. ثم اسست الجمهورية الثانية سنة 1931.

المهم هو قيام انقلاب عسكري سنة 1936 قاده الجنرال فرانكو ودعمته كل من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية فاندلعت حرب أهلية جراحها مازالت حية في الضمير الشعبي

ليست ادري لماذا تذكرت اثناء مشاهدتي تلك الافلام اردوغان الذي نصب نفسه سنة 2021 سلطانا على االبحر الأبيض المتوسط.
عجيب حقا ما يمكن ان تخزنه ذاكرة كائن بسيط مثلي، وهو يعيش أحداث فيها انطلاق الفلاقة من جديد لمطالبة المستعمر الفرنسي للاعتذار عن هروبه من قبضة الفلاقة.

وفي نفس الوقت تذكرت رحلة حنبعل إلى أسبانيا عبر الجزائر والمغرب ثم الي إيطاليا لاحكام سيطرة عزيزتنا قرطاج على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.

فهل سيقوم صراع بين السلطان أردوغان والامبراطور حنبعل؟

ومما يزيد الامر تعقيدا هذه قرطاج تعيد انفاسها و تنصب ما تشاء من ملوك ورؤساء دول في تونس وفي أفريقيا بطرق ديمقراطية بعيدة كل البعد عن تلك الطرق المتوخاة من طرف هيتلر ومسوليني في تنصيب فرانكو.
حقا نحن نعيش في عالم يختلط فيه الاندلسي والبربري والعثماني والروماني والافرنجي ولا ادري كيف ستختلط فيه الأديان و ينبع منها دين جديد يحقق السلام في بحرنا الجميل الأبيض المتوسط وهو محطة حجيج للسواح من كافة ارجاء الكرة الأرضية.
. عفوا سي عدنان منصر! دعنا من المؤرخين الاكاديميين وخلينا نرتاح إلى الاساطير
فالاساطير هي التاريخ بعينهِ.

مدونة على فايسبوك
2020-06-11
توفيق كركر